أفاد تعالى بقوله : "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ
رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ" [الروم: 40] أن الرزق قد
أمضى شأنه، وأبرم أمره، وليس للقضاء فيه أمر يتجدد في الأحيان، ولا يتعاقب
بتعاقب الزمان، وإنما يتجدد ظهوره لا ثبوته، والرزق يطلق على قسمين على ما
سبق في الأزل قضاؤه، وعلى ما ظهر بعد وجود العبد ابداؤه، والآية تحتمل
الوجهين، فإن كان المراد ما سبقت به الأقدار فثم لترتيب الأخبار، وإن كان
المراد رزق الإظهار فهي تنبيه للإعتبار.
ابن عطاء الله السكندري - التنوير في إسقاط التدبير ~
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire